بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لاحظت في الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة صحية جداً و بالفعل رائعة و هي حملات تطهير المنتديات من الأحاديث الموضوعة و المكذوبة
أتمنى من كل قلبي لو نبدأ هذه الحملة في منتدانا و بإشراف متخصصين في العلوم الدينية لأنه واجب في غاية الحساسية و مهما تفانينا فيه فسيكون هناك نقص لا يسده إلا خبير
للأسف ركني المفضل يتعرض لغزو متكرر من قبل هذه الأحاديث و التي يتم نقلها من الإيميل .. جزا الله ناقليها لهذا الركن خير الجزاء فهم بكل تأكيد ينوون خيراً .. و لكن : النية لا تكفي
من الواجب تحري الدقة بما يرد باسم الله سبحانه و تعالى في الأحاديث القدسية و بما يرد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم
أصبحنا الآن نرى أسلوب جديد في الترويج لهذا الباطل .. لا بالحديث القدسي ولا بالحديث المنسوب لرسولنا صلى الله عليه و سلم فحسب .. بل بتفسيرات الكلمات و العبارات و حتى الآيات !!
أكرر .. أنا متأكدة أن ناقلي هذه الأكاذيب إلى رحاب المنتديات لا يطمعون إلا بنشر العلم الديني و المعلومات الإسلامية بكل حسن نية و قد يطمحون لصدقة جارية يتم تناقلها بين الجميع .. و لكن هل سألتم أنفسكم من أين جاءت هذه المعلومات ؟ أين سندها ؟ أين مصدرها ؟
كلمة منقول لا تعفي من المسؤولية
أستطيع الآن أن اكتب مئات الخرافات و الأحاديث و انشرها و لن يحاسبني أحد .. على العكس .. سأحصل بالمقابل على عبارات الثناء و المديح و الكل يدعو لي بجزيل الثواب !! هل سيتبعني أحد ليتبين صحة ما ذكرت ؟ القلة النادرة و قد لا يشاركون بدلائلهم حتى لا يُهاجموا و كأن عقاب الأعضاء أقسى من عقاب الله تعالى
أكتب هذا الكلام و أنا كلي حرقة مما أرى .. و الله ديننا يستحق منا أكثر
عقوبة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أ. محمد شندي الراوي
الحمدُ للهِ رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اقتدى بهديه إلى يوم الدين .
وبعد:
توعد رسول اللهُ صلى الله عليه وسلم , من يكذبُ عليه متعمداً بأشد أنواع العذاب ، وتواترت الأحاديث في بيان عظم جريمة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبينت أن من كذب على رسول الله , قد تبوأ معقده من النار
عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " . متفق عليه.
عَنْ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول :
" إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى غَيْرِي , فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " . متفق عليه.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " . متفق عليه.
عَنْ سَلَمَة بْن الْأَكْوَع قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار . صَحِيح الْبُخَارِيّ.
عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ : " مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ أَصْحَابُهُ " ، فَقَالَ : " أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُ وَجْهٌ وَمَنْزِلَةٌ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ : " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " . سنن أبو داود.
وقد كثر انتشار الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الانترنت وخاصة في المنتديات وصفحات البريد الجماعي أو مايسمى بالكروبات
فليحذر الأخوة والأخوات من نقل هذه الأحاديث الموضوعة والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وليحذروا أن يندرجوا تحت وعيد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذا نرجو نقل أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مواقع معتمدة يشرف عليها العلماء وطلبة العلم الشرعي فهم أدرى بالصحيح من السقيم.
حكم الوضع:
الوضع بأنواعه حرام بإجماع المسلمين الذين يُعتد بهم.
للمزيـــد