أسباب انشراح الصدر كثيرة
السبب الأول: قوةالتوحيد
إن من أعظم الأسباب لشرح الصدر وطرد الغم،ا:
قوة التوحيدوتفويض الأمر إلى الله تعالى
أن الله عز وجل وحده الذي يجلب النفع ويدفعالضر،
وأنه تعالى لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه،
عدل في قضائه، يعطي من يشاءبعدله، ولا يظلم ربك أحدا
السبب الثاني: حسن الظنبالله
حسن الظن بالله تعالى، وذلك بأن تستشعر
أن الله تعالى فارجٌلهمك كاشفٌ لغمك،
فإنه متى ما أحسن العبد ظنه بربه،
فتح الله عليه من بركاتهمن حيث لا يحتسب
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم:
«قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله،
وإنظنّ شراً فله» أخرجه الإمام أحمد وابن حبان
قال تعالى: {الظَّآنِّينَبِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُعَلَيْهِمْ
وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً} [الفتح:6].
السبب الثالث: كثرة الدعاء
كثرةالدعاء والإلحاح على الله بذلك
، فيا من ضاق صدره وتكدر أمره، ارفع أكف الضراعةإلى مولاك،
وبث شكواك وحزنك إليه، واذرف الدمع بين يديه، واعلم رعاك اللهتعالى:
أن الله تعالى أرحم بك من أمك وأبيك وصحابتك وبنيك.
السبب الرابع: المبادرة إلى ترك المعاصي
تفقد النفسوالمبادرة إلى ترك المعاصي،
أتريد مخرجاً لك مما أنت فيه وأنت ترتع في بعضالمعاصي؟ يا عجباً لك!
تسأل الله لنفسك حاجتها وتنسى جناياتها،
ألم تعلمهداك الله تعالى أن الذنوب باب عظيم ترد منه المصائب على العبد
:{وَمَآأَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَنكَثِيرٍ} [الشورى:30]،
{أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْأَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِأَنْفُسِكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165].
ستسقى العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه، فقال في دعائه:
"اللهمإنه لم تنزل عقوبة إلا بذنب ولا تنكشف إلا بتوبة
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَيَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِب} [الطلاق:3،2]،
أن التقوى سبب للمخرج من كل غم،
فما كان إلا أن هممتبتحقيق التقوى
فوجدت المخرج...
" (صيد الخاطر:153) انتهى كلامه.
السبب الخامس: أداء الفرائض والمداومة عليها
المحافظة علىأداء الفرائض والمداومة عليها،
والإكثار من النوافل من صلاة وصيام وصدقة وبروغير ذلك،
فالمداومة على الفرائض والإكثار من النوافل من أسباب محبة الله تعالىلعبده،
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم:
«إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب،
وما تقرب إليّ عبديبشيء
أحب إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل
حتىأحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به
، وبصره الذي يبصر به
ويده التييبطش بها، وإن سألني لأعطينه،
ولئن استعاذ بي لأعيذنه»
الحديث أخرجهالبخاري.
السبب السادس: مجالسةالصالحين
الاجتماع بالجلساء الصالحين والاستئناس بسماع حديثهم
والاستفادة من ثمرات كلامهم وتوجيهاتهم،
فالجلوس مع هؤلاء مرضاة للرحمن،مسخطة للشيطان،
فلازم جلوسهم ومجالسهم واطلب مناصحتهم،
ترى في صدركانشراحاً وبهجة ثم إياك والوحدة،
احذر أن تكون وحيداً لا جليس لك ولاأنيس،
وخاصة عند اشتداد الأمور عليك،
فإن الشيطان يزيد العبد وهناً وضعفاًإذا كان وحيداً،
فالشيطان من الواحد أقرب ومن الاثنين أبعد وليس مع الثلاثة،
وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.
شاهد المقال: أن تحرص أعانكالله تعالى على عدم جلوسك وحيداً،
فجاهد نفسك وغالبها على الاجتماع بأهل الخيروالصلاح،
والذهاب إلى المحاضرات والندوات،
وزيارة العلماء وطلبة العلم فذلكيدخل الأُنس عليك؛
فيزيدك إيماناً وينفعك علماً.
السبب السابع: قراءة القرآن
قراءة القرآن الكريم تدبراًوتأملاً، وهذا من أعظم الأسباب في جلاء الأحزان
وذهاب الهموم والغموم، فقراءةالقرآن تورث العبد طمأنينة القلوب،
وانشراحاً في الصدور
{الَّذِينَآمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِتَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: "أي تطيب وتركن إلى جانب الله،
وتسكن عند ذكره وترضى به مولى ونصيراً،
ولهذا قال تعالى {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}:أي هو حقيقلذلك"
انتهى كلامه رحمه الله.
فاحرص رعاك الله على الإكثار من تلاوتهآناء الليل وأطراف النهار،
وسل ربك أن تكون تلاوتك له سبباً في شرح صدرك،
فإنالعبد متى ما أقبل على ربه بصدق؛ فتح الله عليه من عظيم بركاته
{يا أَيُّهَاالنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِيالصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}
[يونس:57]،
{وَنُنَزِّلُمِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُالظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً}
[الإسراء:82].
السبب الثامن: أذكار الصباح والمساء
المداومة على الأذكارالصباحية والمسائية وأذكار النوم،
وما يتبع ذلك من أذكار اليوموالليلة،
فتلك الأذكار تحصن العبد المسلم
بفضل الله تعالى من شر شياطين الجنوالإنس،
وتزيد العبد قوةً حسيّة ومعنوية إذا قالها مستشعراًلمعانيها
موقناً بثمارها ونتاجها،
ولتحرص رعاك الله على تلك الأذكار المتأكدة
فيمن اعتراهم همّ أو غم،
ومن ذلك ما أخرجه الشيخان عن عبدالله بن عباس رضيالله تعالى عنهما
قال: كان رسول الله يقول عند الكرب:
«لا إله إلا اللهالعظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم،
لا إله إلا الله رب السماواتورب الأرض ورب العرش الكريم»،
وكذا ما أخرجه البخاري عن أنس رضي الله تعالىعنه
أن النبي كان يكثر من قوله:
«اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجزوالكسل...»
إلى آخر الحديث.
قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) طـه/124 .
وعن عبد الله بن مسعودرضي الله تعالى عنه
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا نزل به هم أو غمقال: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» أخرجه الحاكم.
وعن أبي بكرة رضي اللهتعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: «دعوات المكروب: اللهم رحمتكأرجوا فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين
وأصلح لي شأنه كله لا إله إلا أنت سبحانك إنيكنت من الظالمين»
أخرجه أبو داود وابن حبان.
وعن عبدالله بن مسعود رضيالله تعالى عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«ما أصاب عبداً هم ولاحزن، فقال: اللهم إني عبدك
وابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيحكمك،
عدل في قضاؤك،
أسألك بكل اسم لك سميت به نفسك أو أنزلته فيكتابك،
أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك،
أن تجعلالقرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب غمي،
إلا ذهب الله حزنهوهمّه، وأبدله مكانه فرحاً»
أخرجه أحمد في مسنده وابن حيان في صحيحه،
إلىغير ذلك مما ورد من الأذكار في هذا الباب ونحوه.
اللهم إنا عبيدك بنوعبيدك بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك
، عدل فينا قضاؤك، نسألك بكل اسمهو لك،
سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك،
أو علمته أحداً من خلقك أواستأثرت به في علم الغيب عندك،
أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا ويسرأمورنا،
وهيء لنا من أمرنا رشداً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلىآله وصحبه وسلم.
اللهم انى استغفرك عدد ماذكرك الذاكرون وغفل عن ذكركالغافلون
اتمنى انكم تستفيدون